کد مطلب:145556 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:154

منع الامام الحسین و أصحابه عن الماء
قال: و رجعت خیل ابن سعد لعنه الله حتی نزلوا علی شاطی ء الفرات، فحالوا بین الحسین علیه السلام و أصحابه و بین الماء، و أضر العطش بالحسین علیه السلام و أصحابه.

فأخذ الحسین علیه السلام فاسا [1] ، و جاء الی وراء خیمة النساء، فخطا فی الأرض تسع عشرة خطوة نحو القبلة، ثم حفر هناك، فنبعت له عین من الماء العذب، فشرب الحسین علیه السلام و شرب الناس بأجمعهم، و ملأوا أسقیتهم، ثم غارت العین فلم یر لها أثر.

و بلغ ذلك ابن زیاد لعنه الله، فأرسل الی عمر بن سعد لعنه الله: بلغنی أن الحسین یحفر الابار، و یصیب الماء، فیشرب هو و أصحابه، فانظر اذا ورد علیك كتابی هذا فامنعهم من حفر الابار ما استطعت وضیق علیهم، و لا تدعهم یذوقوا الماء، و افعل بهم كما فعلوا بالزكی عثمان.

فعندها ضیق عمر بن سعد لعنه الله غایة التضییق [2] .

و قال المفید رحمه الله فی «الارشاد»: فبعث عمر بن سعد لعنه الله فی الوقت عمرو بن الحجاج فی خمسمائة فارس، فنزلوا علی الشریعة، و حالوا بین الحسین علیه السلام و أصحابه و بین الماء، و منعوهم أن یسقوا منه قطرة.

و ذلك قبل قتل الحسین علیه السلام بثلاثة أیام، و نادی عبدالله بن الحصین الأزدی


- و كان عداده فی بجیلة - بأعلی صوته: یا حسین! ألا تنظرون الی الماء كأنه كبد السماء، والله؛ لا تذوقون منه قطرة واحدة حتی تموتوا عطشا.

فقال الحسین علیه السلام: اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له أبدا.

قال حمید بن مسلم: والله؛ لعدته فی موضعه [3] بعد ذلك، فوالله الذی لا اله غیره، لقد رأیته یشرب الماء حتی یبغر [4] ثم یقیئه و یصیح: العطش العطش، ثم یعود و یشرب الماء حتی یبغر و یقیئه و یتلظی عطشا، فما زال ذلك دأبه حتی لفظ نفسه، لا رحم الله تعالی [5] .

ثم قال المجلسی رحمه الله: قال محمد بن أبی طالب: فلما اشتد العطش بالحسین علیه السلام دعا بأخیه العباس علیه السلام، فضم الیه ثلاثین فارسا و عشرین راجلا [6] ، و بعث معه عشرین قربة، فأقبلوا فی جوف اللیل حتی دنوا من الفرات.

فقال عمرو بن الحجاج: من أنتم؟

فقال رجل من أصحاب الحسین علیه السلام - یقال له: هلال بن نافع البجلی -: ابن عم لك، جئت أشرب من هذا الماء.

فقال عمرو: اشرب هنیئا.

فقال هلال: ویحك! كیف تأمرنی أن أشرب و الحسین بن علی علیهماالسلام و من معه یموتون عطشا؟

فقال عمرو: صدقت، لكن أمرنا بأمر لابد أن ننتهی الیه.


فصاح هلال بن نافع بأصحابه، فدخلوا الفرات، و صاح عمرو بالناس، و اقتتلوا قتالا شدیدا، فكان قوم یقاتلون و قوم یملأون حتی ملأوها، و لم یقتل من أصحاب الحسین علیه السلام أحد.

ثم رجع القوم الی معسكرهم، فشرب الحسین علیه السلام و من كان معه، و لذلك سمی العباس علیه السلام سقاء.


[1] الفأس، و قد يترك همزها: آلة ذات هراوة قصيرة، يقطع بها الخشب.

[2] البحار: 388 - 386 / 44.

[3] في الارشاد و البحار: في مرضه.

[4] بغر البعير بغرا: شرب فلم يرو.

[5] الارشاد: 2 / 86 و 87، عنه البحار: 389 / 44.

[6] في البحار: راكبا.